@@king-xXx@@ Admin
المساهمات : 167 تاريخ التسجيل : 30/12/2007
| موضوع: الاسلام دين الرحمه والتسامح الجمعة سبتمبر 12, 2008 4:54 am | |
| الإسلام دين الرحمة والتسامح
لو كان التسامح عصفوراً لكان الإسلام سنبلة القمح التي يحط عليها ويلتقط حباتها حبة. ولو كان التسامح سمكة ملونة لكان الإسلام المياه الدافئة المفتوحة التي تسبح فيها مطمئنة بعيدة عن الحيوانات البحرية المتعصبة المفترسة. ولو كان التسامح طفلاً مشرداً ضالاً لوجد في الإسلام ركبة الأم الحنون التي ينام عليها. لقد بني الإسلام علي فرائض خمس: الشهادة والصلاة والصوم والزكاة وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً. ويلاحظ أن هناك تدرجاً فيها من الأيسر إلي الأصعب وفي الوقت نفسه سنجد أن أيسر الفرائض هي في الوقت نفسه أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. إنها فريضة لا تحتاج إلي مجهود. لا تسبب مشقة ولا تفرض عنتاً ولا توجد اتفاقاً. إنها لا تحتاج سوي أن ننطقها. ثم تأتي إقامة الصلاة الفريضة الثانية فيلاحظ أنها أصعب من فريضة الشهادة قليلاً لكن في الوقت نفسه أعفي منها الصبي والمجنون والمرأة الحائض والنفساء لضعفها وقصرها للمسافر.. ثم بعد ذلك تأتي فريضة الزكاة ويُلاحظ أنها تحتاج إلي مجهود أكثر من الصلاة فهي بذل مال والتضحية بجزء مما يملك الإنسان. ثم بعد ذلك جاءت فريضة الصوم لكن أعفي منها الصبي والمريض والمسافر والشيخ الطاعن في السن وغير العاقل لكنها في الوقت نفسه أصعب قليلاً من الزكاة فهي تحتاج إلي مجهود يهون معه المال. ثم تأتي بعد ذلك فريضة الحج وفيه مشقة بدنية ومالية وغربة عن الأهل والوطن ومخاطر الطريق ولكل هذه المشقة كان شرط الاستطاعة شرطاً ضرورياً للتسهيل والتخيير. ولكي نعرف الأسهل من الأصعب تخيل أنك خيَّرت مسلماً بين أن يقول "لا إله الله.. محمد رسول الله" وهو جالس "100" مرة وبين أن يصلي ركعتين فإنه سوف يختار الشهادتين عن صلاة ركعتين. ولو خيَّرته بين صلاة ركعتين ودفع عشرة جنيهات زكاة فلا شك أنه سيصلي الركعتين مقارنة بدفع المال. ولو خيَّرته بصيام يوم ودفع عشرة جنيهات سيجد سهلاً عليه أن يدفع عشرة جنيهات. بل إن بعض الناس مهما كان حريصاً أو بخيلاً مستعد أن يدفع ألف جنيه ولا يصوم اليوم. ولو خيَّرته أن يذهب إلي الحج والصيام في بيته وبين أهله وربما في هواء مكيف فإنه سيختار الصيام لأنه أيسر من مناسك الحج. في هذا الدرج يتضح التسامح وهو أن الله سبحانه وتعالي لم يفرض علينا فرضاً إلا إذا أعطانا مقوماته وهي القدرة والعلم. فمن لم يعلم ولم يستطع فلا شيء عليه وإن علم واستطاع فعليه التكليف. وجعلت الشريعة الإسلامية للضعيف حقاً عند القوي قال صلي الله عليه وسلم : "من كان عنده فضل زاد فليعد به علي من لا زاد له ومن كان عنده فضل مال فليعد به علي من لا مال له ومن كان عنده فضل ظهر فليعد به علي من لا ظهر له. وعلَّم النبي صلي الله عليه وسلم أصحابه التسامح وعدم هضم الحقوق أو الاعتداء علي حقوق الاخرين فقد روي أن رجلاً علي غير الإسلام كان له دين علي الرسول عليه الصلاة والسلام وذات يوم لقيه الرجل وكان معه سيدنا عمر بن الخطاب فأمسك الرجل بتلابيب النبي قائلاً: أين حقي يا محمد؟ فقال النبي: نظرة إلي ميسرة. قال الرجل: أنتم يا بني عبدالمطلب قوم مطل "مماطلين" في الحق. فلما أراد سيدنا عمر أن يبطش بالرجل قال النبي: أنا وهو أولي منك بغير هذا يا عمر. ياعمر. مره بحسن الطلب ومرني بحسن الأداء. وهذا معناه أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يقترض ويتعامل مع غير المسلمين. وبما أننا ذكرنا سيدنا عمر بن الخطاب فهي فرصة أن نتذكر ما فعل عندما دخل بيت المقدس فقد طلب منه النصاري أن يصلي في كنيستهم فقال: لا مانع عندي في ذلك غير أني أخشي أن يأتي المسلمون من بعدي فيقولون: ها هنا صلي عمر فيأخذونها منكم. وعلي ذكر سيدنا عمر بن الخطاب كذلك كلنا يعرف أنه دفن ابنته قبل الإسلام حية. حفر حفرة وألقاها فيها دون أن يرق قلبه وأهال التراب عليها لكنه بعد الإسلام وجدناه يقول: لو عثرت بغلة في العراق لحاسب الله عليها عمر لم لم يمهد لها الطريق؟! إن قيمة البغلة عنده بعد الإسلام أعلي من قيمة طفلة "طفلته" قبل الإسلام. فرقة القلب المستمدة من تعاليم الإسلام حولت رجلاً لا يرق بفلذة كبده قبل الإسلام إلي رجل يبكي لتعذر بغلة في أرض بعيدة. ورحمة النبي علمها له ربه سبحانه وتعالي عندما قال: "وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتي يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه" وقال سبحانه وتعالي: "لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين". وتمتد الرحمة إلي الحيوان. يكفي أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "دخلت امرأة النار في هرّة "قطة" حبستها لا هي أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش "فضلات" الأرض "وقيل: إن رجلاً دخل الجنة لأنه أحضر الماء من البئر في حذائه ليسقي كلباً وجده يلعق الثري من العطش.. الرحمة بكل مخلوقات الله واجبة علي المسلم ويكفي أنه وهو محرم لأداء الحج أو العمرة لا يقتل صيداً أو حشرة. وعلي المسلم تأمين الغرباء والسياح وإغاثتهم فعندما يأتي سائح إلينا فإنه يكون قد دخل في ذمتنا وأصبح في حمانا ويكون الاعتداء عليه خرقاً لقانون الإسلام. إن المفروض أن يذهب المسلمون إلي البلاد البعيدة لينشروا الإسلام وهو أمر صعب فما هو الرأي إذا ما يسر الله هذا الأمر إلي المسلمين وجعل الناس تفد إليهم من الدول الأجنبية فإن استضافوهم بحسن الخلق ولين الجانب والأمانة ووفروا لهم الأمان فقد يتحمس هؤلاء الغرباء للدخول في دين الله من باب الأخلاق. من إعجابهم بأخلاق المسلمين. أما أن نقابلهم بالنصب والسرقة والترويع الذي قد يصل إلي القتل فلا تلومهم إذا ما قالوا إن الإسلام دين عنف. إن الرحمة التي علمنا إياها النبي صلي الله عليه وسلم تتجلي عندما تنحر ذبيحة فالذبح الشرعي يشترط أن تكون شفرة الذبح حادة حتي لا يتعذب الحيوان. وتتجلي هذه الرحمة في معاملة الخدم فقد أمرنا سبحانه وتعالي أن نطعم خدمنا من أوسط ما نأكل أو ما نطعم به أنفسنا وأهلينا. وتتجلي كذلك في أن نعطي الأجير حقه قبل أن يجف عرقه. ويكفي أن النبي الكريم قال: "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء". وأمرنا الإسلام بتحرير الرق وجعل عتق العبيد إحدي شرائع الإسلام في كفارات الإيمان ولكن هذا الأمر صعب إلا علي من يسره الله عليه. ويعتبر عقبة تحتاج إلي جرأة وهمة لقوله سبحانه وتعالي: "فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيماً ذا مقربة أو مسكيناً ذا متربة". وفي أخلاق أهل بيت النبي صلي الله عليه وسلم يقول سبحانه وتعالي: "يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً ويطعمون الطعام علي حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً" قد نقوم بإطعام المسكين وبإطعام اليتيم ولكن أن يكون الأمر الإلهي بإطعام الأسير أيضاً فهذا تجاوز لكل الحدود الإنسانية في معاملة الخصوم والأعداء خاصة أن الأسير في ذلك القوت لم يكن مسلماً وقد قبل الله من أهل البيت ذلك "فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسروراً وجزاهم بما صبروا جنة وحريراً" ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ ـ ـ ـ ـ من اختياري ـ ـ ـ ـ ـ يجب أن يكون الإنسان متسامحا ، فديننا دين تسامح ورحمه ونحن الآن في أيام الشهر الفضيل شهر التسامح وشهر الرحمه فلنجعل قلوبنا مليئة بالتسامح وبالرحمهـ وبكل الحب لكل الناس ومن قاطعناهم يجب علينا مسامحتهم والذهاب إليهم فلا كرامة في ذلكـ بل إننا بذلكـ نكون أفضل خلقا منهم.. | |
|